منظمة حقوق الأقليّات تدين الهجمات الإسرائيلية على لبنان وتطالب بالمساءلة
في 23 سبتمبر، شنت إسرائيل حملة من الغارات الجوية الواسعة النطاق على لبنان، مدعية أنها كانت تستهدف حزب الله وتدعم عودة المواطنين الإسرائيليين النازحين إلى الشمال. منذ ذلك الحين، قتلت الهجمات الإسرائيلية على لبنان أكثر من 560 شخصًا، من بينهم أكثر من 50 طفلاً، مما يجعلها أحد أكثر الأسابيع دموية في لبنان في التاريخ الحديث.
كما أدى الهجوم إلى إصابة أكثر من 1800 شخص وتشريد نصف مليون شخص، من بينهم لاجئون سوريون وفلسطينيون. ومن بين القتلى عضوين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان وعدة صحفيين. كما أدى هذا الهجوم إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والمباني في جنوب لبنان والبقاع وبيروت، ودفن الناس تحت الأنقاض. بصرف النظر عن الأضرار المادية الكبيرة، يمكن وصف تكتيكات مثل استخدام الانفجارات الصوتية وتفجير أجهزة الاتصال بأنها حرب نفسية.
وتدين منظمة حقوق الأقليّات بشدة هذه الأعمال والتجاهل الصارخ حتى لأبسط مبادئ القانون الإنساني الدولي التي تم خيانتها. وقد يرقى استهداف إسرائيل العشوائي وغير المتناسب للمدنيين إلى جرائم حرب. وتشعر منظمة حقوق الأقليّات بقلق خاص إزاء حالة اللاجئين السوريين والفلسطينيين داخل البلد، الذين يعيش العديد منهم بالفعل في فقر وحالة انعدام الجنسية. أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 45 لاجئًا سوريًا قتلوا في لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط.
إن الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل في هجماتها على لبنان هو نفس الإفلات من العقاب الذي سمح لها بشن حملة عنف جماعي شرسة تصل إلى حد الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023. تشير منظمة حقوق الأقليّات إلى أن مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، ذكرت «هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحد الأدنى الذي يشير إلى ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية التالية ضد الفلسطينيين في غزة قد تم الإقرار بها». وتجدد منظمة حقوق الأقليّات نداءها إلى المجتمع الدولي بأن يمارس الضغط على إسرائيل من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وأن يحملها المسؤولية الكاملة عن الفظائع المرتكبة في فلسطين ولبنان، وأن يدعم الآليات التي تكفل العدالة والسلام على المدى الطويل.
وبينما يستمر الموت والدمار في غزة، أصبح ظل الحرب الإقليمية الأوسع نطاقا التي دارت حول الصراع في فلسطين خلال العام الماضي أكثر حدة. يتم تسهيل هذه الحرب بشكل مباشر من خلال الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي للدول الغربية. إن سحب هذا الدعم ضروري لإنهاء تقتيل المدنيين الأبرياء ومنع المزيد من الفظائع.
كما هو الحال في أي مكان في العالم، لجميع الناس في الشرق الأوسط الحق في العيش في سلام. ومن واجب المجتمع الدولي أن يكفل احترام هذا الحق بدلا من السماح بانتهاكه.
الصورة المصاحبة: دخان من غارات جوية إسرائيلية كثيفة يتصاعد من تضاريس مرجعيون الجنوبية اللبنانية. قلعة، لبنان. 23 سبتمبر 2024. حقوق المؤلف: مروان نعماني/ZUMA Press Wire/Alamy Stock Photo.